مقدمة
إن الحمد
لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من
يهديه لله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
الحمد لله الذي أرسل لنا محمداً نبياً ورسولاً ، والحمد لله الذي
جعلنا من أتباع خاتم أنبيائه ورسله ، والحمد لله الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس
وهي آخر الأمم إلى قيام الساعة ، والحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه
وسلم التي هي ثلث أو نصف أهل الجنة ، والحمد لله الذي جعل أتباع رسوله محمد صلى
الله عليه وسلم دليلاً على حب الله وابتغاء مرضاته ، وجعل جزاء أتباعه نيل محبة
الله ومغفرته للذنوب ، قال الله تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . [ سورة آل عمران : الآية : 31 ] وجعل التولي عن طاعة الله
ورسوله دليلاً على الكفر قال تعالى : { قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن
تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } . [ سورة آل عمران : الآية
: 32 ]
وقال رسول الله صلى الله علية
وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئتٌ به " [ قال النووي : رويناه
في كتاب الحجة بإسناد صحيح ]
ولهذا جعل الصحابة
هواهم تبعاً لما جاءهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطاعوه فيما أمر به ،
واجتنبوا ما نهى عنه وزجر ، وقلدوه في هيئته وحركاته وسكناته ، وأحبوا ما أحب ،
وكرهوا ما كره ، فكان جزاؤهم أن أحبهم الله ورضي عنهم وجعلهم من سادات أهل الجنة
.
إن من صفات المحب الصادق أنه يحب ما يحبه
محبوبه ويكره ما يكرهه ، فالذي يحب الله تعالى ويحب أن يكون مؤمناً يجب عليه أن
يتبع رسول الله ونبيه وصفيه من خلقه محمداً صلى الله عليه وسلم ويجب عليه أن يسير
على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم
ويقتفي أثره
وخطاه ويتأسى به في كل شيء ويجعل هواه تبعاً لما جاء به ، ومن ذلك أن يحب ما يحبه
النبي صلى الله عليه وسلم ويكره ما يكره .
وفي
سبيل تسهيل الطريق على المسلم لكي يحب ما يحب النبي صلى الله عليه وسلم ويكره ما
يكرهه ، وعونا له على العمل بقول الله تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ
اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
وقوله تعالى { لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } . حتى يحبه الله ويرضي عنه ويغفر
له ذنوبه ويجعله من أهل الجنة ، كان هذا الكتاب : (( ماذا يحب النبي محمد صلى الله
عليه وسلم وماذا يكره )) .
ولا شك أن ما يحبه
البني صلى الله عليه وسلم أو يكرهه من الناس والأمور والأشياء وغير ذلك كثير جداً
ويصعب حصره ، ولهذا فقد أتبعت منهجاً خاصاً ووضعت شرطاً لكتابة إي موضوع وهو أن
يكون الحديث الشريف المبني عليه الموضوع صحيحاً ويتضمن لفظ الحب أو الرضا أو
الإعجاب ، أو لفظ البغض أو الكره ، واستبعاد أي حديث لم يذكر فيه واحد من هذه
الألفاظ حتى وإن كان يفهم منه الحب أو البغض .
وقد جاءت موضوعات الكتاب منوعه تنويعاً كبيراً وشيقاً حيث كانت هناك
موضوعات في العبادات ، والفقه ، والتاريخ ، والقصص ، والناس ، والطعام ، واللباس ،
والبلاد ، والأمور ، والأشياء وغير ذلك .
وأحتوى
الكتاب على أكثر من مائة وخمسين موضوعاً مختلفاً منها ما يصلح أن يكون خطبة جمعة ،
ومنها ما يصلح أن يكون محاضرة ، أو درساً دينياً ، أو كتاباً ونحو ذلك
.
ويمكن أن تقرأ هذه الموضوعات في مجالس الرجال
أو مجالس النساء ، وكذلك أن تقرأ على الأطفال ، خاصة الموضوعات التي تتحدث حياة
الصحابة .
كما أن الكتاب يمكن أن يكون مرجعاً
سريعاً في موضوعات التي تضمنها .
وأحتوى الكتاب على
ثلاث مئة آية قرآنية وقريباً من الألف حديث شريف .
أدعو الله المنان أن ييسر لنا أتباع رسوله الأمين محمد صلى الله عليه
وسلم .
ويجعل هوانا تبعاً لما جاء به ، وأن يجعل
نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أنفسنا ووالدينا وأولادنا والناس
أجمعين .
كما أرجو من الله تبارك وتعالى أن
ينفع بهذا الكتاب كل من يقرؤه من المسلمين ، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم الدين
إنه أكرم مأمول وبالإجابة جدير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.
مؤلف الكتاب
عدنان الطرشه